Tuesday, January 6, 2009

العدالة

منذ فجر التاريخ ، ويرمز للعدالة بامرأة معصوبة العينين تحمل ميزاناً، استخدم هذا التعبير عبر قرون عديدة وحضارات مختلفة وذلك لدلالته القوية ومعناه الواضح
فالعدالة هى امرأة لانها راجحة العقل ورحيمة، وتحمل ميزان دلاله على الحكم العادل الذى يوافق حجم الجرم المرتكب فلاهو ازيد ولا هو اقل، اما معصوبة العينين فدلالة على النزاهة، اى ان العدل لا يحابي احداً او يميل لآخر طبقا لاهوائه الشخصية
هذه المعانى السامية والقيم النبيلة اتفقت عليها شعوب الارض منذ قديم الزمان، كما حثت عليها جميع الديانات الالهية، حتى الانظمة العلمانية اقرتها؟
ولكن...
يبدو ان فى مصر الوضع مختلف، فالعدالة كسيحة بل ومفتوحة العينين لتميز بين الناس حسب اهوائها، فتحابي بعضا وتظلم الآلاف
ففي مصر مهد الحضارات واول من صور العدالة ،لا يزال يعاني البهائيون المصريون من ظلم بين و تمييز ديني صارخ ،فمنذ خمس سنوات والى هذه اللحظة لا يستطيع اي مواطن مصري يعتنق الديانة البهائية ان يحصل على اي نوع من الاوراق الثبوتية كالبطاقة الشخصية وشهادة الميلاد وجتى شهادة الوفاة ، الا فى حالة واحدة ان يكذب ويكتب فى خانة الديانة مسلم او مسيحي فتفتح له الابواب ويحصل على اوراقه الثبوتية!!؟
الى هذه اللحظة لا يستطيع الاطفال البهائيين ان يحصلوا على شهادات ميلاد، وبالتالى يحرموا من المزايا التى تترتب على شهادة الميلاد كالرعاية الصحية والتطعيم ، والتعليم
الى هذه اللحظة لا يستخرج شهادات وفاة لاقارب البهائيين المتوفيين رغم وفاتهم من مدة طويلة، ويتم حرمان اقاربهم من جميع الحقوق المترتبة على ذلك كالميرات والمعاش وغيرها
اتخذ البهائيون المصريون اقصر الطرق الى تحقيق العدل وهو القانون فطالبوا باحقيتهم فى الحصول على اوراق ثبوتية مثلهم مثل بقية المواطنين طبقا لمواد الدستور وطبقا للمبادئ الانسانية المتفق عليها عالميا منذ فجر التاريخ
ولكن
لم ينل المصريون البهائيون سوى التأرجح من حكم الى حكم ومن محكمة الى اخرى ، وفى النهاية صدر حكم باحقيتهم بكتابة شرطة فى خانة الديانة فى يناير الماضى2008،ورغم ان هذا الحكم مجحف الى حد ما، الا انه لم ينفذ ايضا وتم الطعن عليه لوقف تنفيذه
ورغم تلك المعاناة وهذا التمييز الواضح تم التشهير بالبهائيين فى وسائل الاعلام والتعرض بمقدساتهم علنا باكاذيب وتهم ملفقة ،بل بلغ الامر حد التعرض بالسباب الجارح امام هيئة المحكمة !اما المثير للدهشة ان يتجرأ البعض ويطالب بنزع حقوق المواطنة عنهم!؟
فلماذا كل هذا؟ وماهو جرم البهائيون المصريون؟
كل جريمتهم اصرارهم على الصدق ،فلا يكتبوا دين لا يعتنقونه (اسلام او مسيحية)
فهم بهائيون بهائيون بهائيون
فالى كل من يظن انه بتلك الاساليب الملتوية سيرغم البهائيون عن التخلى عن ديانتهم يوماً ما
تأكدوا ان ذلك لن يحدث ابدأً
بل على العكس

سيشهد التاريخ ان البهائيين المصريين بصبرهم وايمانهم باحقية مطالبهم - ان يكتبوا ما يعتنقوه من دين فى اوراقهم الثبوتية بلاتزوير- قد ساعدوا وشجعوا ملايين المظلومين بمصر على استرداد حقوقهم الضائعة وان تضحياتهم وبسالتهم النادرة كانت السبب فى نشر انوار العدالة والمساواة والاحترام بين الجميع فى ارض مصرنا الغالية

---------------------------
Gary Connerاللوحة للفنان جاري كونر
Lady of Justice بعنوان " سيدة العدالة"

2 comments:

Anonymous said...

لماذا هذا الخوف فى الصدور?
فقد امر حضرة بهاء الله اتباعة بموالاة جميع الملل وترك المنازعة مع جميع المذاهب والنحل وطاعة الملوك والامراء واحترام الفلاسفة والعلماء والرضوخ للقوانين الدولية وعدم التدخل فى الامور السياسية ونهاهم نهيا لا يقبل الترديد والتأويل والتغيير والتبديد عن النزاع والجدال والمغالبة والنزال من كل مايحدث الكراهية فى النفوس والحزازة فى الصدور حتى عن المفاخرة والمنافسة لئلا يحدث ماينافى الانسانية ويخل بحفظ الهيئة الجامعة البشرية.
يتفضل حضرة بهاء الله:
يجب على أهل البهاء أن ينأوا بأنفسهم - في أعمالهم وأقوالهم - ويبتعدوا عن البرامج والخطط الحزبية ويتجنبوا الإنخراط في التكتلات السياسية وأن لا يقوموا بإنتقاد أي طرف من أطراف ذلك النوع من الصراعات وأن لا ينحازوا لجهة ولا يروجوا مشروعاً حزبياً معيناً، كما أن عليهم أن لا يحشروا أنفسهم ضمن أي تنظيم تتناقض برامجه وأيديولوجياته مع مصالح الوحدة العالمية والتي كانت وستبقى الهدف الغائي والرئيس للدين البهائي.
حذار حذار أن يقعوا ضحية مكر وخداع بعض أبناء وطنهم أو يصيروا أداة في يد السياسيين الماكرين.
ينبغي لأفعالهم وأقوالهم وحياتهم أن تكون منظمة ومرتبة على نحوٍ لا يتيح لأحد حتى مجرد محاولة تلفيق التهم الباطلة لهم كأن يدعي بأنهم يقومون بنشاطٍ سري أو منشغلون بالتزوير والرشوة والإرهاب.
ينبغي أن يتحرروا من المنازعات التي لا طائل من وراءها ومن الحسابات غير الشريفة وأن يتساموا بأنفسهم أيضاً عن الأغراض النفسية والهواجس الشيطانية الخبيثة التي بدلت وجه عالمنا المتغير هذا.
يجب أن يفرقوا تماماً بين المشاغل السياسية والدبلوماسية وبين مهامهم الإدارية ولو ساورهم أدنى شك في إحتمال الخلط بينهما ، كما أن عليهم أن لا يقبلوا أي عمل من شأنه أن يفضي في المستقبل إلى فعاليات سياسية ونشاطات حزبية في أي بلد.

ذو النون المصري said...

نامل ان تنتهي مثل هذه النوعيه من المشكلات و ان يكون دين الانسان هوة ما يؤمن به في قلبه
تحياتي