Wednesday, October 29, 2008

حسين بيكار .. فارس الريشة والقلم

اسم الشهرة: حسين بيكار
تاريخ الميلاد: 2/1/1913
محل الميلاد :الإسكندرية
تاريخ الوفاة: 16/11/2002
التخصص: التصوير

المراحل الدراسية
دبلوم تصوير من الفنون الجميلة 1933.
حصل على الشهادة الاهلية لتدريس الرسم 1934.

العضوية
عضو نقابة الصحفيين.
عضو مؤسس بالجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلى وكبير نقادها


الوظائف و المهن التى اضطلع بها الفنان
انتدب للتدريس بالمغرب عام 1938 حيث قضى ثلاث سنوات بالمعهد الخليفى بمدينة تطوان
تدرج فى وظائف التدريس بالمدارس الثانوية حتى عام 1942
عين للتدريس بكلية الفنون الجميلة بالقسم الحر عام 1942 ثم اصبح رئيساً لقسم التصوير النظامى للكلية عام 1955
واستقال للعمل بالصحافة عام 1959 بجريدة الاخبار

الأماكن التى عاش بها الفنان
- القاهرة - المغرب - اوروبا .

المعارض الخاصة
- معرض خاص بالدبلوماسيين الأجانب 1977 ثم 1985 ، 1987
معرض خاص باسم ( 25 سنة ضحك ) 1995
معرض خاص بجاليرى سلامة 1997
معرض خاص باسم ( بيكار مابين الموسيقى وهمس الألوان ) 1997

المعارض الجماعية المحلية
- العديد من المعارض العامة والجماعية .- معارض جمعية خريجى الفنون الجميلة .- معارض صالون القاهرة .- ضيف شرف معرض الأعمال الفنية الصغيرة بقاعة دروب 2001.- معرض الرسوم الصحفية الدورة الأولى بقصر الفنون مارس 2004 ( المكرمون ) .- مهرجان الإبداعات التشكيلية الموجهة للطفل بقصر الفنون يناير 2006 .- معرض الربيع بقاعة سلامة بالمهندسين مارس 2006 .- المعرض التكريمى الرابع للفنانين الذين ولدوا خلال يناير ، فبراير ، مارس ابتداء من 1888 وحتى 1935 بقاعة أبعاد بمتحف الفن المصرى الحديث أبريل 2006 .- معرض ( الوجه الآخر لفنانى صاحبة الجلالة ) بأتيليه القاهرة 2007 .- معرض مقتنيات القاعة بقاعة بيكاسو بالزمالك 2007 .

المعارض الجماعية الدولية
- بينالى الإسكندرية 1959 .- بينالى فينيسيا - مثل مصر فى العديد من المعارض الدولية .

الزيارات الفنية
- معظم دول أوروبا و المغرب وزيارة متاحف أوروبا والبلاد الأفريقية والآسيوية.
البعثات و المنح
- انتدب للمغرب لتدريس التربية الفنية ثلاث سنوات

المهام الفنية التى كلف بها و الاسهامات العامة
- عضو بلجنة الفنون التشكيلية .- اشترك فى تأسيس متحف الشمع بالقاهرة .- يعتبر رائدا فى مجال الرسم الصحفى وأغلفة الكتب .- كما صدرت له بين عام 1964 - 1972 سبعة كتب مصورة للأطفال .- قام برسم لوحات تصور كيفية بناء معبد أبو سمبل التى أستخدمت فى فيلم (العجيبة الثامنة) .

المؤلفات و الأنشطة الثقافية
- شارك فى مناقشة العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه فى كل من كلية الفنون الجميلة والتربية الفنية بالقاهرة .- أصدر كتابه ( صور ناطقة ) فى جزئين ثم كتابه (ألوان وظلال) فى جزئين عن دار أخبار اليوم .- كتاب لوحة وموال عن دار اخبار اليوم وكتاب ( لكل فنان قصة ) عن مطبوعات كتابى.

الجوائز المحلية
- حصل على ميدالية الشرف الذهبية من المعرض الزراعى الصناعى 1949.- وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1967 .- حصل على جائزة جمال عبد الناصر عام 1975 . - نال شهادة تقديرية فى الفنون 1978 .- ( جائزة الدولة التقديرية ) مع وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى 1980 .- جائزة مبارك للفنون عام 2000 .

الجوائز الدولية
- حصل على وسام الاعتزاز من المغرب 1942 .- اختير ضمن أربعة فنانين من مصر حفرت رسومهم على الكريستال فى مصنع ستوبن جلاس بالولايات المتحدة الامريكية 1958 .

مقتنيات خاصة
- مقتنيات خاصة لدى الاشخاص بمصر والخارج .
مقتنيات رسمية
- متحف الفن المصرى الحديث بالقاهرة .- متاحف الإسكندرية.

الأعمال الفنية الهامة فى حياة الفنان
- قام بتصوير تاريخ معبد أبو سمبل فى 80 لوحة ووضع رسوم كتاب `شرشر`.- شارك فى بناء أجيال فنية وحقق فى مجلة سندباد رؤية وتذوق الأطفال فى بساطة وأداء ومدرسة عرفت باسمه.- الاشتراك فى تأسيس متحف الشمع بالقاهرة .

بيانات أخرى
- له دور فى النقد الفنى من خلال مقاله الأسبوعى فى جريدة الأخبار له العديد من الكتب .- يقوم بافتتاح معارض كثيرة وكتابة تقديم للكتالوجات .

حول رؤية الفنان

ورحل فارس الريشة والقلم .. بيكار وجاء اليوم الموعود لتخلد الروح فى العالم الآخر ويخلد الاسم فى عالم من الفنون المتعددة التى برع فيها أستاذنا الراحل بيكار وتفوق فيها جميعا بلا استثناء .. ودعته جموع الفنانين الذين كانت له أياد بيضاء عليهم جميعا .. رحل عالم من الحب والود والطيبة والجمال والمثالية .. رحل عالم من الأخلاق والإنسانية والتواضع .. رحل أستاذنا حسين بيكار ..رحلة امتدت لأكثر من 70 عاماً حفلت بخطوات واثقة وإيمان راسخ بالفن .. تاريخ طويل من الإنجازات فى الفن والتعليم والصحافة حصل فيها على لقب الأستاذ ، ووصل إلى درجة الفارس ، دخل ساحة الإبداع من الباب الموسيقى ليستقر فى حقل الفن التشكيلى .. أستاذاً منذ عرف طريق الموسيقى فى الثامنة من عمره حيث كان فى هذه السن يعلمها لأفراد الأسر الثرية بالإسكندرية مسقط رأسه فى أول يناير عام 1913 فقد كان عازفاً ماهرا على آلة البزق والطمبور وأيضا العود الذى لمحه أستاذه أحمد صبرى وشده وهو يعزف عليه ليختاره أنموذجاً للوحته الشهيرة ` العازف ` فقد أعجبه شكل بيكار فى هذا الوضع ليستمتع برؤيته وهو يرسم اللوحة منذ البداية .تميز بيكار فى فن البورترية والذى يعتبره رسما وتلخيص حياة على مسطح ، حياة ماضى وحاضر ومستقبل فهو يصنعه فى أحلى أوضاعه كتكوين وعلاقات يتقرب من الشخصية بالتعامل والحديث ليقتنص اللحظة ويعبر باللون واللمسة عنها.تعددت لقاءاتى مع الأستاذ بيكار وحواراتى معه بمنزله حول الفن والثقافة وكان يحب الحديث مستمتعين بالحوار ومن هذه الحوارات لقاء أجريته للمجلة كان بيكار فيه طرفاً مع د. أسامة الحوفى أستاذ جراحة العيون وكان الحوار حول لغة العيون فى وجوه بيكار التى يرسمها ولغة العيون فى مجال الطب وكان الحديث شيقاً ممتعاً ، وكان آخر لقاءاتى معه مع وفد الجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلى وهو على فراش المرض استعاد ذكريات هذا التاريخ الطويل وكأنها بالأمس يجترها بالثقافات والابتسام تارة وبالدموع تارة أخرى وكنا نلتف حوله ليقول : هل أنا أستحق كل هذا الحب ؟ فنلوذ بالصمت !! فهو الذى علمنا كيف نحب .بيكار الفنان الذى أثرى الحياة الثقافية بفكره وفنه فهو أول من وضع لمسات الفن فى كتاب فكان ` الأيام ` للدكتور طه حسين هو أول كتاب يقوم برسمة بيكار بعد عودته من رحلة المغرب لتتعدى الكتب التى رسمها حتى رحيله الألف كتاب .. ويترك بيكار مهنة التدريس فى كلية الفنون الجميلة ليتفرغ لبلاط صاحبة الجلالة عام 1959 ليقوم برحلات عديدة إلى الغردقة وخان الخليلى والحبشة والمغرب والجزائر وأسبانيا يعود مسجلاً بقلمه وريشته انطباعاته عنها .ويتطرق فن بيكار إلى ` العجيبة الثامنة ` فيلم رسم مشاهده عن تاريخ أبو سمبل حيث رشحه الفنان حسن فؤاد لهذا العمل وتفرغ بيكار عامين لإنجازه فى الستينيات ذهب خلالهما إلى أبو سمبل والمتحف المصرى كثيرا يقرأ ويخوض التجربة الفريدة ورسم أكثر من 80 لوحة ملونة وأخرجه المخرج الكندى العالمى جون فينى وقد عرض الفيلم فى مصر وإيطاليا وألمانيا .النوبة عشق فناننا الراحل وأستاذنا بيكار أحبها وعشق أهلها وناسها وطبيعتها منذ وطأت قدماه أرضها فى الستينيات .حينما قام د. ثروت عكاشة وزير الثقافة أنذاك بدعوة الفنانين والكتاب لزيارتها ، سافر بيكار ضمن وفد ضم حسن فتحى وحامد سعيد وزوجتة وعبد الغنى أبو العينين ومجموعة من الكتاب وراقصين من الفرقة القومية ويعايش هذا المناخ الساحر فى تلك البيوت وهذه الوجوه السمراء والقفطان الأبيض ليبدع بيكار العديد من الأعمال الخالدة . وعن مواجهه الشخصية التى يرسمها .. يقول بيكار : هناك ما تعلمته من أستاذى فريدمان كروزيل أستاذ النحت فى كلية الفنون الجميلة وأنا طالب فيها طلب منى أن أرسمه وفى جلسات الرسم كان يعلمنى ما لا أعرفه ، ومن ضمن هذه الدروس القيمة جدا قوله : أنت أمام البورترية يجب أن تشعر أنك تخاطبه ، فلابد أن تكون الجلسة حوارية ، هناك نوع من الترابط العقلى والوجدانى بينكما وهذا يحول العمل الفنى : البورترية من لحظة زمنية فى عمر الزمن وهى ليست العمر إنما العمر هو تراكم لحظات فوق بعضها وتتعدد لتكون نسيجا أو كتلة أو شخصية معينة ، هنا لو استطاع الفنان أن يقتنصها نصل إلى صميم فن البورترية .وخلاصة هذا الدرس هى مواجهة الشخصية التى أرسمها .. العين هنا لغة التحاور .. الشفاة تترك حسب إيقاع الكلمة ولها نبرة معينة تعطيها المعنى ، لكن العين هى اللقاء المباشر بين الفنان ومن يواجهه ولابد أن تشع من عيون الموديل طبيعته وتكوينه وهى لحظات صعبة فهى ومضات من عمر الإنسان تؤكد الشخصية التى تحاورها بالرسم وهذه هى القيمة الحقيقية . وقد رسم أستاذنا بيكار العديد من الجلساء والشخصيات كان يهتم بتجميلها فهو يرى أن هناك شيئا ثابتا وأشياء متحركة وأشياء عارضة لكنه يرسم الشخصية فى وضع سكونى لكنه حى وليس جامدا يرسم الحركة الباطنية وليست الظاهرية ففنان البورترية ينجح حينما ` يصطاد ` .. ذلك ليؤكد أهم ملامحه الداخلية وهو ما يعطى العمل الفنى قيمته .. وأقرب الناس إلى الفنان هو شخصيته والتى يستطيع أن يكشفها على مسطح العمل دون مواربة ، وقد رسم بيكار لنفسه العديد من الصور منذ تخرجه فى الثلاثينيات وحتى الثمانينيات عبرت عن تطور ملامحه وارتباطها بحياته لكنها ظلت تحمل القوة رغم تقدم العمر . د. محمد الناصر نصف الدنيا 24 نوفمبر 2002موال الحب وأغنية الحنان !فى بيوت لوحاته سكنت ثلاثة رموز ، وعششت كالطير فى أشجار مواويله ، وارتاحت على صدر كلماته .. ثلاثة هى العصفور وكأنه قلبه .. والبيوت وهى جدران مشاعره الضامة لمحبيه .. وثالثها الإنسان خاصة المرأة الجميلة وأغلبها كانت الفلاحة .. وكأنها رمز لأمة ولوطنه وقد أحاط بهذه الرموز الثلاثة عمر طويل .. ونبيل امتلأ بالوداعة والبساطة .. والعطاء الجميل .. وبين المئات من أشعاره تأخذك دائما محبته إلى أحضان دافئة من المصالحة و الأمان .وعلى مدار سنواته التسعين تفرد عن كل معاصريه بالتسامى .. أشعل عمرة شموعا للحياة .. احتراق كثيرا وأبدا ما اشتكى .. متجردا ما ضغا ألمة كأنة الزاد .. مستمتعا بالصمت صوتا للرضا .- الصباح .. وسط زخم تاريخى باهر وشعور وطنى جارف ومحاولة دائمة للوصول للحق ولد ` بيكار ` فى الثانى من يناير عام 1913 بمدينة الإسكندرية وعلى صوت سيد درويش وألحانه الرائعة وبين قصائد شوقى وأشعار بيرم كانت خطوات الوعى تزداد تقدما ، وحينما كان طفلا ومن فرط نبوغه فى الموسيقى كان يعطى أبناء الأغنياء دروسا فى العزف ، وفى صباه مزج موسيقاه بكلمات وهبها الله له والتى كانت تحمل داخلها جماليات مشاعره . وفى مدرسة الفنون حاز محبة معلميه لكنه أقترب أكثر من أشدهم التزاما وهو أستاذه الأول ` أحمد صبرى ` ويبدو أن معلمه الصارم اكتشف فيه جزءا منه قد توارى وهو الرقة فأحبه وبادله ` بيكار ` المحبة بالاحترام والوعى فتفوق .- أوراق الوردة تلونت زهرة الموهبة ففى أوراقها المتعددة تناثر التناغم .. تاريخ فرعونى حضارة عربية منمنمات إسلامية .. الإسكندرية واغتسال القلب فى بحر والقاهرة ووهج الفكر فى دروبها وجوار ذلك كان احترام الأصول والقواعد وأيضا حب خاص لروبنز ورمبرانت ومايكل أنجلو وميول عاطفية لمرحلتى الكلاسيكية الجديدة والرومانتيكية من 18 : 19 ثم إعجاب ` بالارت نوفو ` ومن هذه الصحبة الثرية عمقت موهبته وتسلحت .. بل وتفردت .. - ماسية الحروف فى جانب جميل فى ذلك الهرم التشكيلى المسمى ` حسين بيكار ` تطل علينا موهبة جديدة هى ` النقد ` وكان يمتلك لغة راقية ورؤية ثاقبة وأسلوبا بسيطا عميقا .. ورقيقا أيضا .. وكان يميل إلى المدرسة الوجدانية الانطباعية والتى يشكل جزءا كبيرا فيها الميل إلى الجمال اللغوى والحنان التعبيرى .. ويوما ما نبحت عليه كلاب السكك فى الحركة الفنية بادعاء أنه مجامل .. لكن فهم الحيوانات دائما شبه معدوم عدا وعى الجياد الأصلية .. لكن النباح ذهب رغم وجودهم البدنى حتى الآن أما غنائياته ورغم رحيله فستبقى لأنها أسعدت عشرات المبدعين وملايين الناس .. كان بيكار منبعا لتيار شعورى يقدم للفنانين هداية فى طرقهم وإضاءة للناس لكى يستوعبوا الفنون الجميلة على تعدد وتعقد مدارسها وتطورها . - البورترية هو واحد من أمراء هذا الفن .. اتسمت خطوطه بالانسيابية وتكويناته بالإحكام كان يضفى على البورترية شيئا من سكينة روحه .. ووداعتها لهذا كان أغلبها حالما .. رقيقا .. معتمدا أيضا على ملامح المرسوم .. فنساؤه وديعات .. يغلف وجودهن سموا وإباء وقد قال لى منذ شهور إنه إن لم يحب ملامح من سيرسم فلن تطاوعه فرشاته .. ولهذا فإن معظم بورتريهاته تحمل الكثير من مصالحته مع الحياة .. كما كان يهتم أيضا بالتفاصيل فى الملابس والإكسسوار ووضع الشخصية جلوسا أو وقوفا وزاوية الرسم .. وقد برع فى إعطاء الضوء وإظهاره . معتمدا على مصدر واحد للضوء فى غالبه من جانب يقترب من مواجهة اللوحة .- العالم الخاص منذ الستينيات اتجه ` بيكار ` إى عمل لوحات لعالم خاص بعيدا عن المباشرة فى البورتريهات مثلا وكان موضوع الأثير هو ` النوبة ` أو ` الريف ` كانت الخطوط فيها موجزة والفورم محدود ويغلب على المساحات التسطيح عدا بعض خطوط الفورم البسيطة لم يكن يرسم المباشر وإنما كان هناك واقع خاص به .. يستلهم من الحى الموجود فى شخصياته ليحيله إلى رمزيته الحالمة .. فالفلاحة جميلة كما الحلم والفلاح أو النوبى رشيقا كالنخيل أما البيوت فهى أسطورية ملتزمة الجذور وشجره مغتسلا وكأنه فى صباح الربيع ، كانت التكوينات محكمة تجريديتها لا تفقد الشكل معناه وجماله .. وقد أحب ` بيكار ` مثالنا العظيم محمود مختار فكانت نساؤهما متشابهة الرقة والاتساق والشموع والجمال .. وفى هذه اللوحات كانت الخضرة يانعة الشكل والأفرع حانية والجرار كما القلوب الطيبة والناس كالجمال بقدمين أما الأرض فهى بساط أو سجادة صلاة الكل فوقها خاشع القلب بملامحهم وحركاتهم طقوسا شعورية مقدسة .. إنه عالم طاهر تمناه بيكار لنا فمنحه لنا لوحاته حلما رقيقا .. - أبوة طفل ورقة أب شكلت ريادته فى رسوم الأطفال وجدان جيل كاملا تربت مشاعره على مجلة ` سندباد ` فى الأربعينيات والخمسينيات كانت رسومه المبسطة والمتمكنة ومحكمة الأداء معرضا أسبوعيا يعلم العيون الجمال ناهيك عن المعانى فى النصوص وقد خرج من هذه العباءة الجميلة رسومهم الصحفية بليغة الرسم والإيحاء والتى ازدانت بها مطبوعات أخبار اليوم كلها من الجرائد والمجلات وحتى الكتب الشهرية ، بل وكتب الأطفال والتى ساهم فيها جوار رسومه بكتاباته الرائعة ، ثم كان هناك عنصر باهر وهو رسوم رحلاته للعالم التى نشرتها أخبار اليوم والتى خرجت منها إيجازياته الأسبوعية فى قصائده والتى أحاطها بحنان ورسومه المعبرة والتى تشكل كل منها لوحة قائمة بذاتها .. وأعرف ناسا قد علقوا هذه الرسوم فى براويز وزينوا بها حياتهم أقصد بيوتهم .. وقد واكب كل هذه الإبداعات تعلم جيل أو جيلين من أستاذيته الإبداعية خارج كلية الفنون واسترشدوا وتعلموا من هذه الرسوم مثل يوسف فرنسيس وجميل شفيق وإيهاب شاكر وناجى كامل وكاتب هذه السطور وعشرات آخرين .- النيل والتاريخ من أبهر أعماله هو تلك اللوحات الثمانون التى صاحبت أو تم استعمالها بشكل باهر فى فيلم سينمائى فى الستينيات وهو ` العجيبة الثامنة ` وهو عن معبدى أبو سمبل ومن يريد أن يعيش تلك الفترة حية نابضة فليرى رسوم ` بيكار ` التى التزمت بالتاريخ والملامح المصرية ودقة التفاصيل وجمال التكوينات وبلاغة التعبير ، وقد قام جوار رسومه باختيار أزياء وديكورات واكسسوارات والخلفيات ، بل اختيار الأماكن الخارجية فى التصوير لحد بليغ وصل إلى زوايا الكاميرا وهو فيلم نادر يستحق أن يذاع كثيرا ودون انقطاع لكل الأجيال فهل من مجيب ؟ - قصائده .. والفلسفة ..جزء رائع فيه وله هو زجلياته الأسبوعية التى كان يتحفنا بها كل يوم جمعة .. فى كل واحدة منها تطل فكرة جديدة وموضوع حى ورؤية أخلاقية .. ومواقف اجتماعية وتناول جمالى ..بلغة عامية .. وأسلوب بسيط وروعة موسيقية .. وصور موحية .. وأحداث مواكبة ، بل مستقبليات امتلأت كلها بفلسفته وأبعاد شخصيته الباهرة .. عميقة المحتوى نبيلة التوجه وقد تعدت الأربعمائة قصيدة يقول بيكار عن حرفى اسمة ` حسين بيكار ` أولهما حاء.. وثانيهما باء .. يقول المعلم . مرة حرف الحاء قال لحرف الباء .عارف إيه معنى الغباء إخوان نازلين من صلب آدم وعايشين سوا كما الغرباء وقصيدة أخرى بها عمره .. فضلت أدور على طريق دوغرى .. لا يمينى ولا شمالى طريق واضح زى النهار .. ممتد طوالى طريق أجعله زادى .. وزوادى .. ورسمالى كلمة حق أقولها من غير خوف بصوت عالى ولقيته فى لمسة حب .. ألون بها موالى ياللى جمالك عمرك الذى منحنا الكثير .. يا لتجردك وتساميك وتجاوزك .. وتسامحك .. وعطاؤك الباهر .إننى أحد الذين عرفوك عن قرب يا أمير الجمال ونبيل الإبداع وفارس الأخلاق .. حانى القلب والمشاعر .. لا أعرف ماذا أقول وأنا أودعك لقد علمتنا الابتسام وسط الجروح .. والحكمة فى لحظات الأفراح .. وأكرر ما قلته عنك فى برنامج عمنا مفيد فوزى عن قمتك وعظمتك .. يا أبانا الذى فى الزمالك .. نحن نحبك واللى يحب ما ينساش .. و .. داعا .

إبراهيم عبد الملاك مجلة نصف الدنيا 2002

ملاحظات
- بعد عودته من عمله فى مدينة تطوان بالمغرب عمل معاوناً لأستاذه أحمد صبرى بكلية الفنون الجميلة ثم تولى رئاسة قسم التصوير .- أدخل فن التحقيق الصحفى المرسوم للمجلات المصرية. والفنان رائد من رواد فن `البورترية` فى مصر والعالم العربى.- نشرت الجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلى كتاباً عن الفنان بيكار.. كتبه بعض نقاد الجمعية. - كتبت فوزية الأشعل كتاب بيكار( للعشق أسرار) أصدرته دار لوتس للتأليف والنشر.
اللوحة بورترية ذاتى للفنان بيكار*
للمزيد من اللوحات اضغط على: موقع الفنون التشكيلية

5 comments:

ذو النون المصري said...

انا سمعت عن بيكار كتير لكن بصراحه لم اقرا عنه اي شيء و ناوي افتح باب شخصيات في مدونتي فنون جميله و ان شاء الله اكتب عنه من ضمن الشخصيات التي تستحق ان نذكرها بين الفنانين الكبار

مروى said...

بالفعل الفنان بيكار كان من الفنانين المتميزين، ليس هذا فقط بل ايضا تحلى باخلاق عالية سامية فكان نعم الانسان والفنان
وقد حضرت حفلة اقيمت لاحياء ذكراه وتحدث فيها شخصيات كثيرة كلهم اجمعوا على انسانيته واخلاقه العالية قبل اجماعهم على روعة فنه وجماله

اعتقد بفتحك باب عن سيرة الفناين تكون قد اضفت الكثير لمدونتك الجميلة جدا، وبذلك تصبح مدونتك مرجع للفنون باللغة العربية وكما تعرف نفتقر كثيرا لمثل تلك المعلومات

شكرا لتعليقك

ذو النون المصري said...

كل عام انتم بخير

carol 2002 said...

أول مرة أعرف طريق مدونتك
بحق إنها كنز رائع دسم
يحتاج لوقت طويل
لكى اتستمتع به
:)
سوف اعود مرة اخرى لكى
اقرأها تفصيلا

كل عام و انتى بخير
:)

Anonymous said...

فعلا الفنان الكبير حسين بيكار فارس الريشه والقلم وما تحوى الكلمه من معنى انه معنا بروحه وفنه وبصماته التى تتمثل فى اخلاقه ولوحاته التى تؤثر فى كل نفس انسانيه على وجه البسيطه